إقتصاد وبورصة
ساعات رولكس وسيارات فارهة.. حيلة اللبنانيون للحفاظ على مدخراتهم
الأحد , 26/01/2020 05:19:00 PM  
كَتَّبَ : ماهر الحسينى
انهيار البنوك وتخفيض قيمة العملة.. تخوفات أحاطت باللبنانيين على مر أربعة شهور مضت، منذ اندلاع الاحتجاجات، قادتهم إليها قيود واقعية على سحب حصص من حساباتهم البنكية، فمنذ انهارت ثقتهم الكاملة بالنظام المصرفي، لجأ اللبنانيون لحيلٍ تحافظ على مدخراتهم. الذهب والألماس بالمنزل أو السيارات وساعات الرولكس الباهضة الثمن، تلك كانت حيل اللبنانيون ميسوري الحال منهم لضمان الحفاظ على ودائعهم التي باتت مهددة بانهيار محتوم لقيمة العملة المرتبطة بسعر الدولار الأمريكي منذ 22 عامًا. "ساعة الروليكس أفضل من أموالي بالبنك" هذا ما وجدته طبيبة لبنانية، تحدثت إليها "رويترز" في تقرير عن الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بالتزامن مع الأزمة التي لا تزال جارية في البلاد، تقول فيه إن تلك الفكرة جاءتها عندما علمت بحد البنوك اللبنانية عمليات السحب النقدي فسارعت لشراء رولكس ثمنها عشرة آلاف دولار ببطاقتها الائتمانية في محاولة لحماية بعض مدخراتها. تقول رويترز إن كل أسبوع يصطف أصحاب الحسابات المصرفية أمام البنوك لسحب حصة من مدخراتهم لا تقل -بالنسبة للبعض- عن 200 دولار، وذلك بعدما أوقفت المصارف في لبنان تحويلات النقد الأجنبي، ما جعل أموالهم حبيسة المصارف ولا سبيل إليها سوى أن يسحبها صاحبها جزءًا فجزء بقيمتها المنهارة بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية في البلاد. في ذات التوقيت أكد مصرف لبنان المركزي إن الودائع آمنة، متعهدًا بالحفاظ على ربط العملة بالدولار في حين قال رئيس جمعية مصارف لبنان إن القيود على السحب ضمن حزمة تدابير تهدف للحفاظ على ثروة لبنان في البلاد. يقول عاملون بمتاجر للحُلي لـ"رويترز" إن اللبنانين تدفقوا في الآونة الأخيرة لشراء الذهب والألماس، بشيكات مصرفية، بهدف بيعه في الخارج، ما أجبر الباعة على عدم قبول إتمام البيع إلا بالنقد السائل. هذا الإجراء الذي اتبعه أصحاب متاجر الساعات الرولكس في المدينة، فاشترطوا اتمام عملية البيع على الأقل بتحصيل نصف الثمن مدفوعا نقدًا بالدولار الأمريكي. وأجبرت ذات الأزمة ربات البيوت على التعاطي مع الأمر بعملية، حتى إنهن سعين ليكسبن من وراء مدخراتهم، تحدثت ربة منزل ستينية لـ "رويترز" أعربت عن تخوفها من خسارة أموال تركها لها زوجها الراحل ما من شانه ان يهدد مستقبل بناتها، فما كان منها إلا أن جمعت مدخراتها واشترت ذهبا قيمته 50 ألف دولار وأخفته في المنزل! ومع اكتشاف الحيل وتضييق الخناق على اللبنانيين من التجار، لجأ البعض إلى إدخار أموالهم في لوحات فنية!، فبحسب حديث مستشارة في أحد بيوت المزادات في بيروت لـ "رويترز" فهي تتلقى مكالمات يومية من أفراد يريدون إدخار أموالهم في لوحات فنية بدلا من وضعها في البنوك، رغم أنهم " لا يعرفون شيئا عن الفن". وقد أدى نقص الدولارات في لبنان إلى ارتفاع الأسعار، ما اسفر عن انخفاض قيمة الليرة اللبنانية في السوق الموازية وانهيار الثقة في النظام المصرفي.