مقالات
خواطر دينية 4
الثلاثاء , 10/03/2020 01:48:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
بقلم / المستشار حسن سلامة رئيس محكمة الجنايات وأمن الدولة سابقا
في الموعد المحدد التقينا انا وصديقي الملحد و بادرته القول أني استوف في اللقاء السابق دليل القيومية وأني اضيف الي ما قولت انه إذا ماكنت في سبات النوم أي في نومك العميق فإن قلبك يدق لا يقف ابدا ومعدتك وأمعاءك تعمل وكذا كبدك وكليتاك فإذا كنت لا دخل لك في عملهم ولا تستطيع أن تدع أن احد أو كائنا له دخل في ذلك ورئتاك تعملان شهيقا وزفيرا بل إن اعضائك تنمو إذا كنت في سن النمو من الذي يفعل ذلك كله أليس هذا دليلا على أن هناك قوة قادرة وحكيمة هي التي تقوم بذلك كله ؟ هي قدرة الله سبحانه وتعالى . وفي هذا دليل علي وجود الله تعالى .
وأنت ترى الكتكوت في البيضة وقد خلقت له أعضاؤه ولحمه وعظامه وهو يتنفس من خلال مسام قشرة البيضة ،فإذا ما ضاقت البيضة عليه و أكتمل نموه نقر البيضة بمنقاره وخرج يمشى علي الأرض سويا من الذى خلق البيضة في داخل الدجاجة ؟ ومن الذى خلق الكتكوت بداخل البيضة ؟ لحمه وعظامه وزغبه الناعم زاهي الألوان من الذي أبدع هذا ؟ أبشر يستطيع أن يدع أنه خلق ما بداخل البيض من كائنات حيه فإذا كان أحد لم يدع هذا فلا شك أن هناك قوة قادرة الله تعالى لا شك خلقت وأبدعت بحكمه بالغة وقدرة عظيمة لا تضاهي هي قدرة الله تعالى لا شك في ذلك .
وأنت ترى الشمس تشرق وتغرب والقمر يضئ ليلا من الذي اشرق الشمس ؟
وأضاء القمر وجعل كل منهما يسير في مدار محدد لا يتعداه ولو أن الله لم يشرق الشمس على كوكب الأرض لأصبحت الأرض في ظلام دامس وبرودة شديدة فإذا كان لم يدع أحد من الخلق أنه أشرق الشمس وأضاء القمر ولا أحد يدع ذلك الأن فلا شك أن هناك قوة قادرة وحكيمة هي التي فعلت ذلك إنها قدرة الله سبحانه وتعالى القائم علي شئون خلقه بالحكمة والتدبير والحفظ والرعاية .
وأنت ترى البذور تنبت بعد ان تروي بالماء ثم تلبث أن يتكون منها السيقان والأوراق والأزهار والثمار هذه الثمار قد تخلق فوق السيقان كأغلب النباتات والزروع وقد تخلق تحت الأرض أسفل النبات كالبطاطس والطاطا والجزر وقد يأكل الأنسان جذور النبات وقد يأكل سيقانها ، وقد يأكل ثمارها كأغلب الفواكه والزروع . من الذى خلق ثمار النبات أسفل الأرض ومن الذى أبدعها فوق السيقان ومنها ما هو باسق مرتفع في جو السماء كالنخيل . هل يدعى أحد أنه فعل ذلك؟ وهل يعرف أحد أن هناك قوة قد فعلت ذلك على الأرض ؟ فإذا كان أحد لم يدع ذلك ولم يفعله فلا شك أن هناك قدرة قادرة وحكيمة هي التي فعلت ، خلقت وأبدعت هي قدرة الله سبحانه وتعالى القائم على شئون خلقه بالرعاية والحفظ والتدبير والرزق وترى الأرض والجبال وقد حملت في بطونها أنواعا شتى من المعادن والثروات بل والمياه من الذي أودع هذه في باطن الأرض والجبال ؟ أليست هناك قوة قادرة وحكيمة هي التي فعلت ذلك بل أن الله قد خلق الرمال والصخور الجيرية كي يستعملها الأنسان في البناء وأودع في الأرض خام الحديد والاسمنت والألمونيوم كي يستخدمها الأنسان في قوام حياته يصنع منها الالات ويقيم بها العمارات والمساكن وغير ذلك .
الله هو الذى صنع هذا كله هو القيوم القائم علي شئون خلقه بالتدبير والرعاية والحفظ والرزق والارشاد . هل تعرف خالقا لذلك كله ؟ أم هو الذى خلق فأبدع وهدى وأرشد .
واليك الدليل الرابع على وجوده تعالى وهو دليل العزة والقهر
فالله عزيز لا ينال جانبه فإن أجتمع أهل الأرض والسماوات والأنس والجن على أن يضروه بشئ. لن يستطيعوا ضره لو اجتمعوا علي أن ينفعوه بشئ لا يستطيعون نفعه وإن أصابهم بضر لا يملك احد من البشر أو كائن حي كشف ذلك الضر عنهم وانت ترى البراكين تصيب اقوى الدول وأكثرها تقدما لا تملك الدولة أن تمنع تلك البراكين ولا ان يوقفها بعد ان تنفجر وتكتفى بإخلاء الأماكن وإغاثة المنكوبين وما يصدق على البراكين يصدق على الزلازل والأعاصير . ولقد شاهدت بالتلفاز فيلما تسجيليا عن احد الأعاصير رأيته يرفع الأشخاص والسيارات عدة أمتار في الجو ويسقطها على الأرض فيجعلها كعصف مأكول أي كتبن هضمه الحيوان وأنت ترى البحر والمحيط وقد هاجمت أمواجه فأغرقت السفن والمدن ولا يستطيع أحد ولا كائن ردها ولا إيقافها .
وانت ترى رؤساء الدول وكبار الاطباء والعلماء والاثرياء يمرضون بأمراض شتى منها الأمراض العضال كالشلل والعمى والسرطان ويعجز الأطباء جميعا على مستوى العالم عن أن يشفوا تلك الأمراض . أليس ذلك دليل على أن هناك قوة قاهرة هي التي فعلت ذلك ولا يستطيع أحد مقاومتها . هذه القدرة هي قدرة الله سبحانه وتعالى التي لا تدانيها قدرة .
وأنت تعلم أنه إذا أمسكت السماء عن المطر فليست هناك قوة على الأرض تستطيع أن تنزل المطر ولو بقدر يسير وإذا ما زاد المطر عن حده لا تجد أحدا ولا كائنا يستطيع أن يوقف ذلك المطر عن النزول . فإذا كان لا يستطيع أحد ولا كائن أن يفعل ذلك فلا شك أن هناك قدرة أعلى من المخلوقات جميعا لا تشبهها في شيئ هي التي فعلت ذلك هي قدرة الله القادرة الحكيمة .
قال : وهل من أدله أخرى ؟
قلت : نعم وهو الوحى المنزل بشقيه باللفظ والمعنى وهو القرآن وبالمعنى دون اللفظ وهو السنه المطهرة وسوف أسوق لك ذلك لاحقا
وأفترقنا بعد أن حددنا المعاد والمكان الذى نلتقى فيهما .