مقالات
خواطر دينية _ مقال رقم 5
الخميس , 19/03/2020 10:29:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
بقلم : المستشار حسن سلامة رئيس محكمة الجنايات وأمن الدولة سابقا التقيت وصديقي الملحد في المكان اللذين حددناهما سلفا وما إن شاهدني حتي قال .
أن ما تقوله من الله قد خلق كل شيئ يتنا في مع النظرية العلمية التي تقول (أن الاشياء التي في الكون جميعا قد وجدت بالصدفة وبعد ان وجدت حكمتها قواعد ثابته لا تتغير من بينها أن كل شيئ في الكون بما في ذلك الجوامد كالشمس والقمر والنجوم تمر بمراحل ثلاثة ولادة أو نشأة اوليه ثم شباب وقوة ثم ضعف وفناء وأن تطورها ونماءها كل ذلك يتم وفق قواعد وانظمة تلقائية لا تتغير).
قلت : وهل انت وجدت ثيابك بالصدفة وهل وجدت سيارتك بالصدفة بل هل وجدت قلمك بالصدفة ام انك تعلم ان الثياب كان لها صانع وحائك وان السيارة كان لها مهندس وصانع حتي قلمك كان له مخترعه وصانعه وان فرصة وجود شيئ بالصدفة لا تزيد عن الواحد في المليار....
لقد جادل أحد علماء المسلمين فريقا من الملحدين امثالك وكانوا جميعا بفرنسا العالم المسلم بجانب من نهر الراين وهم بالجانب الاخر وضربوا النقاش حول مسألة الصدفة ونظرية الالحاد موعدا عند الفريق الاخر وفي الميعاد اخلف العالم المسلم عمدا الموعد فلما وصل أليهم قالوا ما اخلفك عن موعدك قال انتظرت مركبا تقلني اليكم عبر النهر ولكني لم اجد وكدت ارجع لولا انى شاهدت شجرة عظيمه تطفو علي سطح الماء فلما كانت تجاهي شقت نفسها الواحا علي شكل مركب وجاءت مسامير تحلق في الهواء فلما رأت الشجرة وقد صارت الواحا علي شكل مركب دقت نفسها بنفسها وجاء شراع بسارية فثبت نفسه بالمركب وعرفت المركب مقصدي اليكم والمكان الذي انتم فيه فأخدت تمخر عباب النهر حتى توقفت تجاهكم فلما فرغ من مقالته صاح الجميع في صوت واحد أبك مجنون يا رجل... قال: لم قالوا هل من المعقول ان تشق الشجرة نفسها بنفسها من غير منشار ولا نجار ولا تدق المسامير نفسها من غير قادم وان يأتي شراع ويثبت نفسه من غير ان ينشره احد ويثبته وكيف عرفت المركب مقصدك الينا والمكان الذى نحن فيه . قال اتر مونني بالجنون قلت هذا بالنسبة لمركب ولا ترمون انفسكم بالجنون انكم قلتم بوجود جبال وانهار وارض وسماء وزروع وحدائق ذات بهجه بمجرد الصدفة فسكتوا ولم يجيبوا.....
قلت: ان من المتفق عليه عقليا والمشاهد يوميا ان لكل صنعة صانع ولكل حدث حادث يحدثه.
لقد عرفها الاعرابي قديما فقال في منطق بسيط ولكنه مقنع قال الاعرابي "البعرة تدل علي البعير وخط السير يدل على المسير "فكيف بسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج الا يدل على الله الواحد القدير.
قال : ولكن الكون بما فيه من موجودات يسير بنمط واحد وقوانين ثابته لا تتغير ومن ثم فليست هناك حاجة لإله يسيره وينظمه .
قلت : ابدا ان من طلاقة قدرته تعالى ان يرتب النتائج على الاسباب احيانا وقد لا يرتبها احيانا اخرى وقد يجعل النتائج بلا اسباب تارة ثالثة . فانت ترى انه اذا وضع الزراع البذرة مدوره في تربة صالحة للإنبات وسقاها بالماء العذب نبتت واينعت واحيانا تجد بعضها لا ينبت رغم التربة الصالحة والماء العذب واحيانا تجد اعشابا برية لم يضع بذرتها احد وقم نمت وترعرعت وقد تكون في جبل صلد او وسط مياه مالحه .
وانت ترى الرجل والمرأة وما بهما من مانع يمنع الانجاب ويسلكان كل الطرق للعلاج ولكنهما لا ينجبان .
والفلاح يضع مجموعة البذور في ارض صالحة للإنبات ويسقيها بالماء العذب فيخرج بعضها جذورا وسيقانا ولا يخرج البعض الاخر شيئا من ذلك والمريض قد يعالجه الطبيب بما يعرف من اصول الطب وفنونه ومع ذلك فانه لا يشفى الاخر من غير طبيب ولا معالج .
فأين هي القوانين الثابتة التي تحكم ذلك .
وقد يموت الشباب الممتلئ قوة في ريعان شبابه ومن غير مرض وقد يرد البعض الى ارذل العمر رغم اصابته بالكبر والكثير من الامراض القاتلة وانت ترى نباتا في وسط المياه في غاية ما يكون من الصلاحية. وترى نباتا اخر اذا اغرق بالماء ذبل ومات. فأين هي القوانين الثابتة التي تحكم هذه الموجودات . انت ترى الاسماك اذا ما خرجت من الماء وترى ماتت وترى الكثير من المخلوقات الحيه كالإنسان اذا ظل فترة في الماء تحت سطحه اختنق ومات فأين هي القوانين الثابتة التي تقول بها .
وترى الاصم من الناس واذناه ما بهما من ضر ومع ذلك لا يسمع وترى الأعمى وعيناه مفتوحتان كسائر الاسوياء المبصرين من البشر ولكن لا يبصر وهكذا ...
فمن طلاقة قدرة الله تعالى ان خلق الاعمى والبصير والسميع الاصم والذكي والعيي قليل الفهم ، والطويل والقصير والجميل والقبيح وهكذا
ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الجميل والغني والذكي كي يشكروا نعمة الله عليهم ان جعلهم هكذا وخلق الفقير والقبيح كي يصبرا على ما ابتلاهم به الله كل ما يدور في الكون انما هو بأمر من الله لا بأمر من احد غيره ولا بقوانين ثابته . ونحن لانذكر نعم الله علينا والتي فضلنا بها على كثير من خلقه لأننا الفناها فإلف النعمة ينسى المنعم .
قال : كفى هذا ولكنى ما زلت اردد اين الدليل على وجود الله ولماذا لانراه او ندركه بحواسنا .
قلت : سأقول لك ذلك بإذنه تعالى وضربت له ميقاتا ومكانا للقاء......