عرب
ذكرى استشهاد الطيار الأردني .
الإثنين , 03/02/2020 05:18:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
في ذكرى استشهاد الطيار الأردني.. أسرة الكساسبة في المستشفى بسبب "كورونا" .
طقوس بعينها اعتادت عائلة الكساسبة على إقامتها عائلة في ذكرى استشهاد نجلهم الطيار معاذ الكساسبة على أيدي تنظيم داعش خلال هذه الأيام، غير أنهم توقفوا عن ذلك، ما أن رن جرس الهاتف في منزلهم الكائن في مدينة الكرك الأردنية، يخبرهم أحد الأردنيين لدى السفارة في الصين، بأن نجلهم "جودت الكساسبة" وأسرته سوف يودعون أحد المستشفيات داخل المملكة، عقب عودتهم من الصين، لفحصهم من فيروس "كورونا" الذي انتشر مؤخرًا هناك، وأودى بحياة المئات.
"تركنا كل شي وتوجهنا إلى المستشفى في الحال"، يحكي المهندس جواد الكساسبة، شقيق الطيار الأردني لـ"إكسترا نيوز"، غير أن المسؤولين داخل مستشفى "البشير" بالعاصمة الأردنية عمان، منعوهم من ذلك، كما منعوا جميع أسر الأردنيين العائدين من "وهان" الصينية والبالغ عددهم نحو (71 طالبًا)، وذلك بناء على طلب السلطات الأردنية.
في طريق الأسرة من الكرك إلى العاصمة التي بعد عنها 120كم، أبصرت العديد من الصور لابنهم الطيار الذي أعد له التنظيم الإرهابي محرقة انخلعت لها القلوب مطلع فبراير 2015، لبشاعتها، عقب أن وقع أسيرًا رفقة طائرته بالقرب من مدينة الرقة السورية قبل خمسة أعوام "ما كنا عارفين نفرح لإحياء الأردن ذكرى أخي وعدم نسيانهم إياه ولا نحزن لاحتمالية إصابة أخي جودت"، يقول متنهدًا، زاد من وطأة الأمر "أخي مش لحاله، لكن مع زوجته وطفليه ليث ومعاذ".
ما بين الحزن الذي يخيم على قلوب العائلة لفقدان ابنهم على أيدى التنظيم، والهلع الذي تملك منهم خشية إصابة نجلهم العائد من وهان الصينية -عقب أربع سنوات ظل خلالهم هناك للدراسة- عاشت الأسرة أيامًا ثِقال؛ فشلت جميع مساعيها في رؤية نجلهم، إلى أن تمكن جواد أخيرًا من رؤيته داخل الحجر الصحي الذي اُحتجز به داخل المستشفى، رفقة باقي الأردنيين العائدين من المدينة الصينية التي استوطن بها الفيروس " تحدثت معه من خلف الزجاج بالتليفون، وطمني عليه"، وذلك بينما يستمر عمل فحصوات طبية لهم بشكل دوري.
هدوء نسبي واطمئنان بدأ يتسرب إلى العائلة عقب أن أُخبروا من قِبل الأطباء بأن نجلهم وأبناؤه لم يصابوا بالفيروس، مما جعلهم يستكملوا التجهيزات لإحياء ذكرى استشهاد ابنهم الطيار الأردني بمسقط رأسهم بالكرك، وذلك بالإضافة إلى إعداد أجواءً مناسبة لجودت وأطفاله بناءً على توصيات الأطباء، تفاديًا لاحتمالية أن يصاب أيّ منهم بالفيروس الذي عبر الحدود خارج الصين إلى بلدان كثيرة "أمامهم يومين ويغادروا المستشفى".
كانت السلطات الصينية، أعلنت أمس الأحد، أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد من جراء فيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 304، بعدما أودى هذا الفيروس التنفسي المميت بحياة 45 شخصًا إضافيًا في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد.