مقالات
عصر التحول الرقمي
الأربعاء , 22/10/2025 03:41:00 AM  
كَتَّبَ : ماهر الحسينى
دائما اقول التكنولوجيا اقتصاد
"إنستا باي" لما نزل قلب حياة الناس من 3 سنين، ودخل كل بيت وبقى جزء من يومنا العادي.. دلوقتي في موجة جديدة جاية تهز المشهد الرقمي في مصر.. اسمها "هوية".
مش مجرد أبلكيشن جديد، لكن مشروع قومي بيقوده البنك المركزي المصري، وهيتعلن عنه رسميًا خلال أيام، والهدف: إن بطاقتك الشخصية تبقى على موبايلك.
الفكرة بسيطة بس عبقرية...بدل ما تمسك البطاقة البلاستيك وتدور عليها في شنطتك أو محفظتك كل مرة، هتفتح “هوية”.. ترفع الموبايل.. وتعرض كود QR بيأكد شخصيتك في أي جهة رسمية : " بنك، شركة، أو حتى مصلحة حكومية "، من غير ورق ولا طوابير.
التطبيق هيضم كل حاجة تخصك:
رقمك القومي، صورتك، حالتك الاجتماعية، المؤهل الدراسي، بصماتك، ورقم موبايلك المسجل رسميًا.
بمعنى أوضح: موبايلك هيبقى بطاقتك.. وهويتك.. ومفتاح دخولك للعالم الرقمي الجديد.
ومن خلال “هوية”، تقدر تمنع أي محاولة لانتحال شخصيتك ، تفتح حساب بنكي أو محفظة إلكترونية من البيت ، تثبت هويتك قدام أي جهة حكومية أو خاصة بثواني ، وتتحرك في الشارع مطمن حتى لو بطاقتك ناسية في البيت.
الأمان؟
“هوية” مش مجرد تطبيق.. ده نظام مؤمَّن بأحدث تقنيات التشفير وميزة FaceID للتعرف على الوجه، يعني محدش هيقدر يدخل بياناتك أو يستخدمها بدل منك ، وده كمان هيساهم في تقليل جرائم النصب التليفوني اللي بقت تستهدف الناس كل يوم، خاصة كبار السن.
الفكرة دي العالم سبقنا بيها فعلاً.. من أوروبا لأمريكا لدول عربية بدأت تطبق الهويات الرقمية من سنين ، لكن اللحظة دي ليها معنى مختلف ، مش لأننا جايين متأخرين، لكن لأننا جايين بخطوة ثابتة ومشروع ضخم بيقول إن التحول الرقمي في مصر خلاص بقى واقع.
وده يمكن يكون نفس المشهد اللي حصل مع “إنستا باي”.. بدأ كتطبيق صغير، وبقى بعدها علامة في تاريخ الخدمات المالية ، و”هوية” ممكن تكون العلامة الجديدة اللي تكتب أول سطر في مستقبل مصر الرقمي الحقيقي.
بهاء حسن
باحث فى تكنولوجيا التعليم